كان بيصحى كل يوم الساعه 6 و نص

يا دوب يلحق يلبس و يفطر و ينزل عشان يتمشى لمدرسته

كان بيعدى كل يوم قدام مبنى كبيــــــــــــر

و يبصله شويه و يمشى

و ينسى اللى شافه لما بيندمج فى احداث حياته العاديه

كان بيسمع طراطيش كلام من ابوه

برلمان و حكومه و حريه

بس مكانش فاهم حاجه

او بالاصح محاولش يفهم حاجه

و تمر الايام و كبر و دخل الثانويه و هو بيعدى جنب نفس المبنى كل يوم 

بس كان فضوله بيزيد يوم عن يوم

بس اول ما يوصل المدرسه بيندمج و ينسى كل حاجه

لغايه ما جه اليوم اللى كان بيقلب فى التلفزيون

لقه راجل اسمرانى رفيع

حاجه جذبته ليه

قعد يسمعه

فى حاجه شدته اكتر

مش عارف ايه هى

فصاحته

و لا شبابه المتدفق

و لا ذكاءه

و لا هدوءه

و لا دمه الخفيف

مش عارف

بدأ ينجذب للراجل

و بدأ يتابعه اكتر و اكتر

بدا اعجابه يزيد

حاول يستفسر عنه عرف انه شخص عادى

رشح نفسه للانتخابات فى امريكا

اتصدم 

امريكا 

اللى درسوا انها دوله قامت على العبيد

على دماء السود

دلوقتى بيترشح لرائستها واحد اسود

؟
امتزج اعجابه بنوع من الشفقه

حزنا على الراجل اللى حبه

بس الظروف اللى حواليه هتوقفه

و دخلت فتره الامتحانات

و بدأ ينقطع عن متابعه التلفزيون

و نسى كل شىء عن الموضوع تقريبا

لغايه ما فى يوم بيعدى على بتاع الجرايد

لقه بالبونط العريض

فوز المرشح لاسود برئاسه امريكا

اتسمر مكانه

و ذهل 

اخد مده لغايه ما استوعب الامر

استو عب الحقيقه

طلع يجرى فى الشوارع

لسه تأثير الصدمه عليه

قعد يبص فى وشوش الناس


و يقول فى سره

الظروف

المستحيل

الحماس

الذكاء

الأنا 

و الناس ...........

بص للمبنى الكبير اللى كان بيعدى عليه بقاله سنين

ثم ابتسم ابتسامه واسعه