أغلق باب السياره فى عنف و أدار المحرك ثم تحرك على الفور على غير العاده بدون أن يمنحها بعض الدقائق لتلتقط أنفاسها فى هذا الجو قارص البروده .. أصدرت صوت صرير فى أمتارها الاولى كأنها تحتج على هذه العجله ..كان قد بلغ من القلق مبلغه لأنه تأخر على موعد الذهاب الى العمل و كان أخر ما كان ينتظره أن يجد الشوارع فى حاله اختناق مرورى زاد من احساسه بالاختناق لعجزه عن التحرك فى هذا السيل من السيارات  ..مرت الوقت دقيقه تلو الاخرى و طال انتظاره فنزل من السياره
ليسأل أصحاب السيارت الاخرى لعلهم يعرفون سبب الاختناق .. قالوا أن هناك ضيف مهم سيزور أحد كبار البلد و سيمر من الطريق الرئيسى لذلك أغلقوا المنافذ المؤديه اليه " هذا اخر ما كنت أحتاجه فى هذا اليوم اللعين " قالها و هو يوصد باب السياره فى شده و ووجهه يعبر عن حاله من الغضب الممزوج باليأس أغلق زجاج السياره و ووضع المكيف فى وضعيه التدفئه و تمدد على الكرسى و بينما هو كذلك أخذ يتأمل فى المشاه من حوله
و هم يخترقون الطرقات التى تشكلت بين السيارات المتراكمه .. كم تمنى وقتها أن يترك سيارته فى هذا المكان و يكمل الطريق الى عمله مشيا على الاقدام او حتى يعود الى بيته فقد فسد اليوم قبل أن يبدأ أشعل سيجاره فى هدوء و أخذ ينفث دخانها فى حلقات لم تلبث أن تكونت حتى أصطدمت فى زجاج السياره لتكون طبقه رقيقه حجبت الرؤيه للحظات و ما لبث أن عاد الزجاج لنقاءه أخذ ينظر لطلاب المدارس و هم يعبرون الطريق يعبثون بكره و هم فى طريقهم للمدرسه نظر اليهم و تذكر أصدقاء الطفوله انقلب غضب وجهه لبسمه عريضه و هو يخرج هاتفه المحمول و يبحث عن أرقام أصدقاء الطفوله